الأدب يمتلك ملكة اقتناص الجوهري من خلال ركام الحقائق والمعطيات... لذا بمقدور الكاتب من خلال تصوره الذاتي، تصويب معطيات الحياة ذاتها تشذيب كل ما هو غير جوهري وإبراز الجزئيات المشتركة والمستعارة والخروج بلوحة محدّدة دقيقة تؤطرها فكرة جامعة غاية الأدب كما الفن يقول غوركي في تضخيم الرائع ليتحول دائما إلى الأرقى وتضخيم السيئ أيضا - عدو الإنسان والماسخ له - ليبعث فينا الامتعاض، ويعزز إرادة تدمير الرذائل المخجلة. والكاتب المبدع، عادة يخضع شخوصه لاختبارات متعددة من شأنها كشف جوهرها الاجتماعي ومزاياها الفردية، وتعتبر الخصوصية القومية للنتاج الإبداعي مصدر قوته وسر بقائه، يقول (أمادو): لكي تستطيع إبداعاتنا خدمة الثورة، يجب أن تكون قبل كل شيء، برازيلية صرفة هنا تتجلى قدرتها على أن تكون عالمية بحق، إذا القومي يجب أن يحتضن الإنساني في أعماقه.. وهنا فقط، بوسع الفن أن يصبح عالميا، وعلى ضوء ذلك قدم الكاتب عرضا منهجيًا لأغلب مراحل النقد الأدبي الغربي مركزا على معايير النقد الأدبي الاشتراكي المتأثر بالمادية التاريخية والنظرية الماركسية والتي ربطت الأدب العظيم باحتدام الصراع بين الطبقات الاجتماعية، مع ذلك فقد قارن المؤلف وبشكل موضوعي لدرجة كافية بين مختلف مدارس الأدب وجمالياته ونقده ينير الكتاب جوانب هامة في مدارس النقد الأدبي ويعد تكملة ضرورية لاتجاهات النقد المعاصر من بنيوية وأسلوبية وغيرها، وذلك من خلال خمسة فصول دارت حول: (تطور علم الجمال ونظرية الأدب، نظرية الإبداع الأدبي خاصية الأدب في منظومة أنماط الفنون الأخرى، نظرية المنتج الإبداعي.. الشكل والمضمون، الأنواع والأجناس الأدبية ومفهوم النوع والجنس الأدبي، مسيرة الأدب).