دأب الإنسان منذ القدم وهو كائن اجتماعي بطبعه وحتى المجتمعات الصغيرة والكبيرة ميالة للثقافة كسلوك عام في حياتها نظريا وعمليا، ماديا وغير مادي، وإطار يسير وفق خطط ودليل يرشدها في البيئة التي تعيش فيها من المنتجات والمعارف تنتقل من جيل إلى آخر والثقافة مرجعية علمية وفكرية ومعرفية ومفاهيمية، تحمل في طياتها أطرا جدلية فلسفية وإرث اجتماعي ونشاط معنوي ومادي وجملة من المنجزات الإنسانية العلمية وأنماط من التفكير والقيم السائدة في الحياة البشرية التي تعكس مذهب عقائدي أو مسلك أخلاقي كحصيلة للتكامل بين الإنسان والبيئة والثقافة تشير إلى ذلك الجزء من العلوم التي صاغتها تلك المجتمعات من الأفكار والمثل والمعتقدات المؤدية إلى مفاهيم ومعاني ذات تأثير قوي تستخدمها المجتمعات الإنسانية وتتداولها الشعوب والأمم كحاجة لنتائج سلوكيات حياتية نابعة من تصورات وأحداث معبرة عن نفسها بصورة واسعة فكريا وسلوكيًّا، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا فاعلية القوة في السياسة الدولية وعلاقتها بالسيادة الوطنية في ظل المتغيرات الدولية والعولمة.