يعتبر التصنيف أحد العمليات المحورية فـي مثلث العمليات الفنيـة للمعلومـات (الاقتناء، التنظـيم، الاسـترجاع)، وإذا كانـت المكتبـات في السـنوات الأخـيرة قـد قطعت شوطا كبـيرا في مجـال الاسـتخدام الآلي حتـى أصـبح الحاسـب الآلي يـدخل في العديد من الأعمال والإجراءات المكتبية التي كانت توكل فيما مضى للأذهان والأيـدي البشرية العاملة كما هو الحال في الفهرسة والببليوجرافيا والإعارة والخدمـة المرجعيـة وغيرها، فإن الاستخدام الآلي لم يقدم شيئا ملموسا بالنسـبة للتصـنيف العمـلي وهـذا يجعل الاعتماد على المصنف حقيقة لا يجب إغفالها والقيمة الحقيقية لأمين المكتبـة تـرتبط ارتباطـا وثيقـا بمـدى قدرتـه عـلى الإلمـام بخطط التصنيف المختلفة وقدرته على القيام بعملية التصنيف نفسها؛ كما ان عمليـة التصنيف ترتبط بتعلم ودراسة الأسس والمبادئ والقواعد الخاصـة بالتصـنيف وكـذلك بمدى خبرات المصنف وثقافته وإلمامه بالمعارف البشرية بصورة عامة ويعتبر التصنيف جوهر العمل الببليـوجرافي وأسـاس عمليـة الحفـظ والاسـترجاع بالمكتبة لـذا، جاء هذا الكتاب مركزًا بصورة رئيسية على الجانب العملي موضحا ذلك بالأمثلة والشرح والتبسيط كلما أمكن.