يفضي تتبع تطور سياسة اليابان الاقتصادية للأعوام 1952-1973 ارتكازها على موروث سابق، إذ تمتعت اليابان بدرجة عالية من الاستقلال السياسي، برغم المعاهدات غير المتكافئة التي فرضتها عليها الدول الغربية آبان حكم أسرة توكوگاوا، فقد دارت شوؤنها وفق سياسة طوعية وقرارا سياسيا، اعتمد فيه عزلة إرادية عن العالم الخارجي، ساهمت الطبيعة الجغرافية في تعزيزها وحصنتها من أي غزو أجنبي، وأتاح لها الابتعاد عن المشكلات التي تعرضت لها القارة الآسيوية، وسعت اليابان في عهد ميجي إلى وضع اللبنة الأساس للنمو الاقتصادي، الذي انعكس عليها إيجابيا، ويبدو أن التلاحم والتماسك الاجتماعي والوطني كان من المقومات الأساسية التي قادتها إلى الاستقلال الاقتصادي الذاتي، والتعامل بحكمة وعلى نطاق محسوب مع مسألة الانفتاح على الغرب، في الوقت الذي سمحت فيه بدخول التكنولوجيا والخبرة الغربية، استنادا إلى شعار تعلموا من الغرب ثم أسبقوهم، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا تطور سياسة اليابان الاقتصادية 1973 – 1952.