.حيث ينظر إلى المعرفة الإنسانية على أنها مكونة من الفروض والنظريات والافتراضات الحدسية عكس كثير من الفلاسفة ،منذ هيوم مرورا بمل حتى ماخ ،الذين ينظرون إليها بوصفها حقائق ثابتة مؤسسة؛ وعلى ذلك فإن بوبر كان معنيا فقط بمشكلة نمو المعرفة وكيفية تقدمها، وقد بنى "بوبر" افتراضاته على تتابعات طرق تقدم المعرفة حيث الفعالية والتأثير مع تعاقب النظريات الأفضل فالأفضل والكشوف الجديدة ،ومبحث المعرفة على هذا النحو ارتبط عنده بالمنهج العلمي بصفة عامة وإشكالية التمييز بين ما يتعلق بالعلم وما لا يتعلق به بصفة خاصة ،وفي حالة استطاعتنا فهم ما يحدث خلال تمييز العلم عن بقية النشاطات الأخرى ،فسندرك نطاق المعرفة بالفعل بالإضافة الى فهمنا لكيفية نموها ولعل "بوبر" أراد أن يميز بين المعرفة بوجه عام، كما وضع بوبر معيارا لتمييز المعرفة العلمية يسمى "معيار القابلية للتكذيب" والدافع إلى وضع هذا المعيار أنه لما كانت النظريات العلمية تتصف بعمومية لا تقف عند حد معين فإنه لا يمكن التحقق منها اعتمادا على أي تراكم ممكن من البينات المشاهدة، بينما يمكن تكذيب النظريات تكذيبا تجريبيا بواسطة الأمثلة السالبة.