ينفرد هذا الكتاب بتناول موضوع النص الدراسي وليس الأدبي الذي تناوله فريق واسع من الباحثين والنقاد، ذلك التناول فرض على المؤلف الاستعانة ببعض المفاهيم المعاصرة المستمدة من العلوم الإنسانية من ناحية ومن النقد الأدبي من ناحية أخرى وتتجلى مفاهيم تلك العلوم في اعتبار النص واقعة لغوية معرفية تحدث في مجال وفى عصر معين يحمل بعض سماتهما بطريقة غير مباشر كما يحمل في نفس الوقت بعض سمات منتجه او صاحبه ونقطة انطلاقة تتمثل في الأخذ بمنهج تلك العلوم الذي بدأ بمشاهدة النص والوقوف عند سمات أو ظاهرة معينة ثم يفسرها بوساطة فرض أو عدة فروض ثم يحاول اختبارها بوساطة منهج التجريب، أما مفاهيم النقد فكانت عديدة المصادر أهمها النقد التكويني، والنقد التفكيكي وعلم النص حيث تجمعت وتلاقت في إطار واحد ورسمت لنفسها اتجاهات مختلفة كشفت عن سيرة النص الذاتية والموضوعية من خلال العلامات السيكولوجية والثقافية ومن خلال علامات التناص بين النصوص وبعضها وأهمية هذه الدراسة لا ترجع إلى حصيلة المعلومات عن تلك النصوص من حيث جدتها أو ثرائها وإنما ترجع إلى المنهج الذي صاغ هذه المعلومات والذي يمنحها الحق في امتلاك قيمتها الفعلية أو في كيفية صياغتها صياغة يقرها العلم او منهجه، فالعلم هو المنهج وليس المعلومات عن النص او النصوص.