التمست هذه الدراسة "المحمولات الفلسفية في الشعر العربي الحديث : قصيدة النثر" اكتناه الفلسفات التي -حددتها أطر الدراسة- في نماذج من قصيدة النثر، دون تحديد بعينه؛ جلاء للمسألة التي هدفت لها في بيان المنازع الفلسفية في الشعر العربي الحديث، ووفاقا على هذا، تبين مدى تغلغل الشعر في رؤى فكرية وفلسفية غير تلك التي جئنا بها، فقد وجدنا على سبيل التمثيل لا الحصر سليل فلسفة شوبنهاور في شعر أدونيس، وفلسفة التغيير والتبدل عند هيراقليطس في مكامن النص الشعري ونحن حينما نتحدث عن البعد الفلسفي في قصيدة ما، لا نجنح إلى القول إن الشاعر قد اتجه اتجاها ماركسيا على سبيل المثال، وإنما يمكن أن تكون تلك المعارف والأفكار التي يحملها معه، أثرا في إنتاجه الشعري، لا قولبته في مذهب دون آخر، فترى قولهم مثلا يخرج من فلسفة سياسية حينا، وفي أحايين أخرى يتأتى من فلسفة إنسانية معينة؛ إخلاصا للمعطيات المعرفية المتبرمة الحاضرة من غير ممازجة، الحاضنة في رؤى متعددة، كما أعلنت هذه الدراسة أن تفتح الباب للمهتمين بالفلسفة والآداب وعلائقهما، تحاول في هذا الشروع للكشف عن الملابسات والمنازع الفلسفية التي : فلسفات وأسانيد فكرية، بصفتها إحدى التي تتشر بها قصيدة النثر من نتائج حركة الحداثة الشعرية في ظل فلسفة والشعر الإشكالية التي لاحقت جدلية بين من وبين من أقصى وطن هذه العلاقة و نزع الفكرة من جذورها، كانت الدراسة تشير لذلك، دون تتبع كرونولوجي، وإنما عرضت لتلك الملابسات بعمومية فهي لا تحاول أن تكشف هذا الخلاف والتلاحم الحاصل بين الفريقين، وإنما تحاول أن تجيب عن هذه العلاقة في ائتلافها عند شعراء مجلة شعر تحاول أن تمسك الخيط من رأسه، فتعنى برصد ملامح الفلسفة الوجودية والماركسية والسوريالية، التي ظهرت في شعرهم.