يعد تاريخ العرب من الموضوعات المهمة، والتي لا تخلو من الصعوبة على الدارسين في مجال التاريخ لأنه يتطلب من القائم عليها العلم بلغات شتى لا يعرف الباحثون بعضها معرفة يطمئن إليها إلا القليلون، بعضها لغات قديمة كاللغة الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية، وبعد الاطلاع على الكتابات المختصة بتاريخ العرب، وجد الباحث أنها مكتوبة بصيغة عامة، أو من جانب فني ككتاب "أول العرب" للمياء الكيلاني وسالم الألوسي والذي يتناول وصف بعض المشاهد الفنية التي تحمل إشارات إلى وجود العرب في مدة زمنية محددة هي من القرن التاسع وحتى القرن السادس قبل الميلاد، والحقيقة هي أن ما ورد في المشاهد الفنية من ذكر للعرب لا يمثل بداية ظهورهم وتواجدهم في المنطقة وإنما يمثل بداية ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية، كما أن النصوص المسمارية التي اعتمدها ذلك الكتاب كانت قليلة وغير كافية لمعرفة كل ما يخص العرب والأحداث المتعلقة بهم في تلك الحقبة من الزمن، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا ‏العرب في المصادر المسمارية.