إن هدف التربية والتعليم هو إعداد جيل متحرر من الجهل والخوف والتخلف قوي في بنيته وشخصيته وأخلاقه يحيي تراث أمته الحضاري ويعتز به وبوطنه وبشعبه ويتسلح بمنجزات العصر العلمية والفنية والتكنولوجيا وكيف يستخدمها ويطورها في كفاح أمته ضد التخلف من أجل مستقبل أفضل للوطن والأمة العربية والإنسانية جمعاء، وقد حظي الجانب المعرفي والفكري والعلمي باهتمام كبير من قبل كافة المؤسسات التعليمية من خلال تأكيد مواكبة التطور العلمي والتقني واستبدال المناهج وحضور المؤتمرات العلمية إضافة إلى إدخال التكنولوجيا والكمبيوتر في تحديث التعليم، كما إن إدخال الآليات المستوردة غالبا ما تدخل معها أفكارا وطرقا قد تكون دخيلة أو قد تصاحبها نظرة مادية غير مقترنة بأي توجيه تربوي اجتماعي وقد كان الجانب التربوي والفكري مهملا إلي درجة كبيرة مما سبب لبعض المؤسسات التعليمية من مدارس ثانوية أو معاهد أو كليات عامل إزعاج وتخلفا، ونظرا لأهمية الإرشاد والتوجيه التربوي في رفع المستوي العلمي كعامل أساس في التوجيه وفق متطلبات النمو العقلي والاجتماعي، فقد وجب الأخذ بالاتجاه العلمي في التخطيط البشري وهو ما يسمى بالتوجيه والإرشاد المدرسي وهو الذي نتناوله في هذا الكتاب.