إن اللغة هي الباب الذي يدخل منه المتعلم لأي معرفة أخرى؛ فهي مفتاح العلوم كلها لذلك فإن الخلل في اكتساب اللغة، وعدم التمكن منها يؤدي لا محالة إلى حدوث خلل لاحق في فتح أبواب المعرفة واكتساب اللغة هو قدرة الإنسان على استقبال واستعمال اللغة والتواصل بها وهو ما يرمي إليه تدريس اللغة العربية في مراحل التعليم المختلفة؛ إذ يسعى المعلم إلى دعم المكتسبات اللغوية للمتعلمين وإثرائها هذا، ويرتبط الإبداع ارتباطا وثيقا باللغة -لا سيما- اللغة العربية؛ فاللغة الإبداعية هي عامل جوهري في نمو التفكير .إن الإبداع بالنسبة للمتعلم هو حل مختلف الوضعيات التي يتعرض لها فإنه لا يحتاج لا محالة إلى وسائل وأدوات وأرصدة لغوية ومجموعة من المهارات كي يتمكن من حل الإشكال المعروض أمامه، أو وضعية المقامية التي أدخله المعلم فيها ويتأسس الإبداع على عدة أمور مهمة، وهي : الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والحساسية تجاه المشكلات، والتفاصيل، وهذه المهارات متعلقة بمهارات اللغة الأساسية: الاستماع والتحدث، والقراءة، والكتابة وبهذا تساعد المهارات المتعلم على تحقيق الإبداع بين زملائه، وإذا ما استمر في اكتساب هذه المهارات سيتمكن من التأليف الإبداعي فيما بعد ولعل الكتاب الذي بين أيدينا يحمل فكرة تعليم وتدريس الإبداع لدى المتعلمين بكافة أنماطهم، ومواجهة تمايزهم، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا الإبداع اللغوي وتطبيقاته.