يظل العلم من العوامل التي تدفع الأمم إلى الرقي والتقدم، بل إنه من الركائز التي ترتكز عليها البلدان في سعيها لمواكبة الدول المتحضرة، ولذا نجد غالبية الدول تلجأ إلى التعليم كمفتاح أساسي للتنمية بعدما رأت أن دولا صغيرة - منها سنغافورة على سبيل المثال لا الحصر - زاد دخل الفرد فيها بطريقة واضحة نتيجة لأخذها بنظم تعليمية متطورة تتسم بالجودة والكفاءة إذ أن تحقيق الأهداف في مستوياتها الدنيا لم تعد الغاية التي تقف عندها جهود الأفراد والمؤسسات، وإنما أصبح الوصول إلى درجة عالية مقبولة من إتقان العمل وارتفاع مستوى الأداء إلى أعلى ما يمكن الطموح إليه هو الغاية المنشودة والسقف الذي يحاول الجميع الوصول إليه، والأمل الذي يطمحون في تحقيقه ومن هنا تنادت الدعوات في مختلف الدول لإصلاح نظم التعليم والحفاظ على مستوى معين من الجودة فيه وبالفعل بدأ الاهتمام بجودة التعليم الذي انتقلت إليه آلياتها ومفاهيمها من المجال الصناعي إلى المجال التربوي بغية تحقيق أفضل النتائج وفقا للأهداف التربوية المعدة والمحددة سلفا، وقد بدأت المؤسسات التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في الربع الأخير من القرن الماضي سباقا محموما باتجاه تحقيق الجودة في النظم التعليمية، كما بادرت العديد من المؤسسات لإنشاء مراكز ومؤسسات ودوائر لإدارة الجودة الشاملة فيها، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا إدارة الجودة في التعليم.