Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
"لا شيء لي في جعبتي كي أخسره... في وطن غدا لنا حظيرة مسوره...!!! نحن القطيع قد فررنا عمرنا من قسورة! ذهني تخثّرت به حقائق مدمره... كرامتي؟؟؟... خلف الرغيف أهدرت... وصحتي... مع الشقاء مهدرة... وصاحب السموّ في عليائه... والصولجان زاد ألف جوهرة...!!!". إن الشاعر الحرّ.. مثل من يقف في الحقل ممسكاً بحبوب القمح في كفّه، فتأتي العصافير من كل شكل ولون... تقف على يده... تأكل باطمئنان... ثم تطير.. متعته القصوى في تلك اللحظات التي يقف فيها العصفور على يده... وهذا العصفور الطليق في السماء هو الشعر... الحرّ...! أما الشاعر الذي يعرض شعره للبيع أو للإيجار، أو من يمارسونه في أوقات الفراغ... فهؤلاء... يحبسون العصفور في قفص... يستطيع الواحد منهم أن ينظر له في أي وقت... ولكنه لا يعرف معنى أن يقف العصفور على يده لحظة... ثم يطير...! لهذا... حاولت تحرير شعري من كل أغراض الناس وشهواتهم، وجاهدت -ما استطعت- أن يعبر عما في نفسي وقلبي، وعن الناس، دون أي كذب أو تجميل أو نقاق، ومهما كانت العواقب.. وما أدراك ما عواقب الشعر الحرّ في هذا الزمن..! لقد حوّلت حياتي كلها حالة شعرية... أنتظر فيها لحظة أن يقف العصفور على يدي... ليلتقط الحب.. ثم يطير بعد ذلك... حراً... ومازلت في انتظار العواقب...!