الملحمة السومرية الخالدة "جلجامش" هي الملحمة الخالدة التي كتبت في فضاء الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعد واحدة من، أعظم الملاحم الإنسانية التي كتبت في سومر بلاد ما بين النهرين خرجت من كنوز الظلام إلى النور الأبدي، حفظت بشكل ذكي وغريب ومدهش، ونسخت على ألواح من الطين الرافدي المشوي، ثم ظهرت لا حقا إلى الوجود خلال البحث في مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال" في العام 1850 وتم فك شفرة سطورها السومرية في القرن الماضي، تروي بفلسفة عميقة نجدها بثت بين سطور القصائد التي تم تجميع ألواحها "قصة الملك العظيم جلجامش - ملك أور" وهو يخرج في رحلته ومغامرته الشاقة والطويلة والغربية أيضا يبحث عن نبات الخلود ليظل الإنسان خالدا ويقهر الموت أحداث الملحمة تقوده لمواجهة الوحوش والآلهة مع صديقه المخلص "أنكيدو" الرجل البري الذي قبل لقائه بجلجامش كان يعيش مع الحيوانات، وتنقلنا الملحمة إلى فضاء أحداث الطوفان العظيم وتفاصيله التي تجد فيها التشابه والتطابق مع طوفان النبي نوح عليه السلام، والملحمة مزيج من المغامرة المدهشة، تؤكد أيضا على ضرورة ثبات الأخلاق والمبادئ وفيها تنفجر المأساة الحزينة، تعبر حدود الزمن القديم إلى الحاضر وتستقر في كل مكتبات العالم وبلغات عديدة، رغم فشل الملك السومري في الحصول على نبات الخلود يفتح العقول على وجود القوى الأساسية لتكوين الحضارة والوعي وتؤكد دعوتها لحل المشاكل الصعبة لتحقيق الرخاء الإنساني.