عندما يكون الهدف الحقيقي من شعار مكافحة الإرهاب متمثلا بمصالح سياسية واستراتيجية تقتضي اللجوء إلى القوة، وعندما يتجرأ الإرهاب وتصل جرأته إلى حدود إعلان دولته الخاصة به على أراضي دول ذات سيادة، عند ذلك يكون البحث في السياقات غير العسكرية لمكافحة الإرهاب مسألة في غاية الأهمية، وإن كل الممارسات، والكثير من السياسات، تدل على أن هناك شراكة وتحالف بين شعار مكافحة الإرهاب وبين المخاطر المتزايدة للإرهاب، وهذا التحالف يتطلب تعاونا دوليا حقيقيا، مرتكزا على قراءات علمية وموضوعية لواقع الإرهاب وأسباب انتشاره من جهة، ومرتكزا كذلك على حسن نية دولية عند التعاطي الذكي مع الإرهاب، مع ما يتطلب المسارعة إلى التوافق حول تعريف واحد وموحد للإرهاب من جهة أخرى وندرك كل الإدراك أن كتبا وأبحاثا ودراسات كثيرة قد أعدت في مجال مكافحة الإرهاب، وإن مجرد كثرتها شكل بالنسبة لنا محفزا ودافعا للخوض في غمار هذا الموضوع، لنقدم للمكتبتين العربية والعالمية دراسة جديدة تنحصر في الغوص بالسياقات غير العسكرية لمكافحة الإرهاب.