تتجلى جمالية الحب بوصـفه الإحسـاس الأسـمى بـين المشـاعر الإنسـانية، ولكونـه الإحساس الأسمى فان عذاباته ظلت تـتمخض عـن حـالات حـزن عميـق، وكانـت معانـاة الحب جانبا بارزا من جوانب الحياة في الجزيرة العربي، فقـد كشـف لنـا المـوروث حـالات رومانسية قوية زاخرة بألوان غريبة وبأطياف متعددة مـن العواطـف، اذ أن خصـوبة الحـب تعطينا مؤشرا على عظم مشاعر فقدان المحب حبيبته، بينما شـكلت عاطفـة الحـزن منطلقـا أساســيا مـن منطلقـات أن الشـعر بشـكل عــام لا نستثني من ذلك شعر الحب في العصر الأموي، وذلك أن معظم الشعر ينبثق وليـد معانـاة وأحزان تكون حافزا لقولـه أولا ثـم تكـون عـاملا مـن عوامـل خلـوده ثانيـا، وكـان لتميـز موضوع الحزن الذي يرتبط بإبعاد نفسية واجتماعية تتصل اتصـالا مبـاشرا بواقـع الحيـاة وتمارس تأثيرها في كل عصر .فقد تحدث شعراء الحب في العصر الأمـوي عـن تجـاربهم في الحب وآثار تلك التجارب فيهم وما خلفته من معانـاة وآلام تجسـدت في أبيـات شـعرهم، وانبثت ما بين صورة الشعرية، وهي تفصـح عـن قـدرة الشـاعر عـلى أن يصـور في شـعره الحياة تصويرا عفويا ويصبر عن كوامن النفس تعبيرا صادقا، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا الحزن في شعر الحب العذري "العصر الأموي": دراسة موضوعية وفنية".