إن الأطفال نعمة من نعم الله لا تعد ولا تحصى، رعايتهم واجبة وحمايتهم أمانة والحفاظ على صحتهم البدنية والنفسية مسئولية عظيمة، فهم رجال ونساء الغدالذين سيتحملون المسئولية في مجتمعاتهم، لذا تعتبر مرحلة الطفولة فترة هامة في حياة الإنسان، فكل ما يؤثر فيها من أحداث أو ظروف يترك صداه، ولكن ماذا يحدث لو حل الخطر والأذى محل الأمن في حياة الطفل، وما الذى يشعر به الطفل عندما ينشأ في جو ملئ بالمشاحنات والخطر ويتعرض لأصناف التعذيب أو الإهمال الوالدي، والتي تأخذ أشكالا مختلفة مثل الإهانة من الوالدين، أو الحرمان، مما يؤثر في احتياجاته الأساسية، وعلى ضوء ذلك فقد جاء هذا الكتاب في أربعة فصول، يختص الفصل الأول، بعرض مشكلة إساءة الطفل من حيث انتشارها، وأشكالها المتنوعة، وعوامل المخاطرة وعلامات النذر الخاصة بكل شكل من أشكال الإساءة، واختص الفصل الثاني بعرض صدمة الطفولة من حيث تعريفها، وتذكرها، والتوجهات النظرية المفسرة لها، أما الفصل الثالث، فقد اختص بتناول حساسية الرفض في الطفولة وكيف تكون بمثابة عامل استهداف للرفض البينشخصي في المراهقة والرشد وأخيرًا اختص الفصل الرابع بعرض إساءة الطفولة وعواقبها في المراهقة والرشد، منها التفكك، واضطرابات الأكل، والانتحار، الاعتماد على العقاقير، واضطراب التحول، والمرض السيكوسوماتي، وسوء التوافق الذي يلى كشف الإساءة الجنسية والاكتئاب.