تناولَ الكتاب مسألةً شرعيةً مهمةً من مسائلِ الفقهِ الإسلاميّ، توضّحُ اختصاصَالوالدين مع ولدِهما في أحكامِ العقوباتِ، فللأبوّةِ تأثيرٌ واضحٌ في تلك الأحكامِ من حيثُمنعُها وإيقافُها في حالاتٍ معينةٍ.ولتوضيحِ اختصاصِ الوالدين مع ولدِهما في أحكامِ العقوباتِ كان لِزاماً عليّ بيانُمعنى الوالدينِ والولدِ في اللغةِ والاصطلاح، وذلك لتحديدِ المقصودِ بالوالدينِ عند وُرودهِمافي ثنايا البحثِ، وهما: (الأبُ والأمُّ المباشران)، ثمّ بيان طبيعةِ العَلاقةِ بين الوالدينِوأولادِهم في الإسلامِ من حيثُ: العلاقة القائمة على المحبّة والرّحمة من الوالدين في معاملةأولادهم، والتزام العدل والمساواة في المعاملة والإنفاق والتربية، ثم التزام الأبناءِ بِبِرِّوالديهم، والإحسان إليهما، وهذا يشملُ ما تقتضيه كلمةُ "البِرِّ" من واجباتٍ ماديّةٍ،ومعنويّة.وفي حالِ اختلالِ تلك العلاقةِ بين الوالدينِ وأبنائِهم، لا بدَّ من وجودِ عقوبةٍ وجزاءٍشرعيّ يترتبُ على كلٍّ منهما؛ ليردع الجاني على الآخر، ويحقِقَ المصلحة للطرفين.ودراسةُ أحكامِ الوالدين مع ولدهما في العقوباتِ جاءت في مقدّمةٍ، وتمهيدٍ، وثلاثةِفصولٍ وخاتمة:الفصل الأوّل: جاءَ في أحكامِ الوالدين مع ولدِهما في الجنايةِ على النفسِوما دونها، وما يترتّبُ على ذلك من قتل الوالد ولده، وما يجبُ عليه بقتلِ ولدهمن ناحيةٍ، وما يترتبُ على الأم نتيجة جنايتها على ولدها عند امتناعِها عنإرضاعه، وإجهاض الأمّ جنينها، وبيان حكم قتلِ الولدِ أحد والديه، وحكم قتل10الولد أحدهما إذا كان كافراً، أو باغياً في ساحة القتال، وحكمَ جناية الوالد على ولده،والولد على أحد والديه فيما دون النفس.والفصل الثاني: يختصُّ ببيان أحكامِ الوالدين مع ولدهما في الحدود: (حدّ السّرقة،وحدّ القذف، وحدّ الزّنا، وحدّ الرّدة)، وبينتُ فيه حكمَ أخذ الوالدين من مال ولدهما عندالحاجة، وحكمَ سرقةِ الوالدين من مال ولدهما، وسرقة الولد من مال والديه، ثم بيانحكمِ قذف الوالد ولده، والولد والده، وفَصّلتُ أحكامَ الوالدِ مع ولده في حّدِ الزّنا، كزناالوالدِ بابنته أو زوجةِ ولدهِ، وزنا الولد بزوجة أبيه، كما وقفتُ في هذا الفصلِ على حكمِأولادِ المرتدين، وحكمِ ميراث الوالد المسلم من مال ولده المرتدّ، وحكم ميراث الولد المسلممن مال والده المرتدّ.وجاء الفصل الثالث: في بيانِ أحكامِ الوالدين مع ولدهما في التعزير، كتعزير الوالدولده، وحكمِ طلبِ الابن تعزير أحد والديه. وكان ذلك كلّه من خلال بيان آراء الفقهاء فيكلِّ مسألةٍ، والخلوص إلى رأي راجحٍ يبيّنُ ما يجبُ أن تكونَ عليه الأحكامُ الضابطةُ لعلاقةِالوالدين بأولادهما، وعلاقة الأولاد بآبائِهم.وأظهر الكتاب مجموعةً من النتائجِ، بالإضافةِ إلى عددٍ من التوصياتِ التي رأتهاالمؤلفة، وأثبتتها عقب نتائجِ الكتاب.