إن الرسالة الأساسية لهذا الكتاب صالحة اليوم تمامًا مثلما كانت صالحة حين أجرينا الأبحاث حول هذا الكتاب ونشرنا طبعته الأولى. وتتلخص هذه الرسالة فيما يلي: إن التنفيذ الناجح للإستراتيجية يتمحور حول وضوح الهدف، والتواصل الجيد، وتخصيص الموارد الخاضع للرقابة الصارمة، وتقسيم الإستراتيجية إلى أهداف يمكن تحقيقها بسهولة، وتعزيز ثقافة صديقة للمخاطر تشجع على حرية التصرف ما دامت تدعم الأهداف الرئيسية لوضع الإستراتيجيات.ومع ذلك، تختلف السياقات التي تمارس فيها هذه الإجراءات اختلافًا هائلًا. فمثلًا عندما وقعت الأزمة المالية العالمية عام 2008، بعد عام من نشر الطبعة الأولى لهذا الكتاب، افترض العديد من كبار المسئولين التنفيذيين أن هذا منعطف آخر من دورة الازدهار والكساد التي يمر بها الاقتصاد الغربي الكلي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد كان رد فعلهم على ذلك هو خفض التكاليف و»الاحتماء» مما افترضوا أنها فترة مؤلمة ولكن قصيرة من التقشف.في الواقع، أدت هذه الأزمة إلى فترة غير مسبوقة من عدم اليقين، ناهيك عن الضبابية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الناشئة عن تطورات أخرى مثل الثورات في العالم العربي والاحتجاجات المناهضة للرأسمالية والتقشف في عدد من الدول الغربية.