قصتي لا تشبه قصتك، فلكل منا قصته المميزة. فالنساء يربين أبناءهن بمفردهن إما بسبب الطلاق، أو سجن الزوج، أو وفاته، أو سفره، وهذا السبب الأخير بات يزداد يومًا بعد يوم، فحياة المرأة المعيلة تجري بأشكال مختلفة أيضًا. فربما تجمعكِ علاقة رائعة مع زوجكِ السابق للقيام بالتربية المشتركة للأبناء، وربما يعيش هذا الزوج على بُعد مبانٍ قليلة منك، وتعتبرينه أحد الأقارب، بل تخرجين مع زوجته الجديدة أحيانا. أو أن والد طفلكِ - وهو الأمر الأكثر احتمالية من الناحية الإحصائية - نادرًا ما يظهر في الصورة، أو غير موجود على الإطلاق. وربما تكونين أنتِ من قررتِ فض العلاقة بينكما بشكل لائق؛ لأنكِ لم تكوني سعيدة، أو ربما صدمكِ شريك حياتكِ (وصدم كذلك عائلتك، وأصدقاءك) بالاعتراف بأنه متزوج من أخرى. ومن المحتمل أن تكون العلاقة بينكما ودية، أو ربما تنتهي بكِ الحال إلى الذهاب إلى قسم الشرطة أسبوعيًّا، وتحصلين منه على تعهد بعدم التعرض. وقد يتخلل مسار رحلتكِ تلك التعرض لإساءة المعاملة، أو السقوط في هوة الإدمان، أو الإصابة بمرض عقلي، أو خوض صراع مرير بالمحكمة. ربما كنتِ فيما مضى في علاقة سعيدة نسبيًّا مع والد طفلكِ، ومن المرجح أن تكون لديكِ ذكريات لأوقات رائعة قضيتماها معًا، وأمل مشترك، وخطط مستقبلية وضعتماها معًا في وقت سابق. وربما أقسمتِ على أنكِ لا تريدين أطفالًا، لكنكِ وجدتِ نفسكِ حاملًا - وكنتِ تشعرين بالسعادة حقًّا من أجل ذلك (أو ربما لم تكوني تشعرين بذلك - وهذا أمر لا بأس به!). ربما حلمتِ دومًا برجل رائع، وبمنزل من أربع غرف نوم، وباقتناء كلب وإنجاب طفلين، وبعطلات وإجازات تقضيها العائلة بأكملها مع بعضها. لكنكِ الآن تفعلين كل هذا بمفردك، في شقة تتألف من غرفة نوم واحدة.