يولي الإسلام عناية خاصة بالموارد الطبيعية, وخصوصاً ما لها صلة بحياة الإنسان ووجودهانطلاقاً من مبدأ تسخير ما في هذا الكون لصالح الإنسان واستكمالاً لدوره في عمارة الأرضوخلافته فيها.ولما كانت المياه هي المورد الطبيعي الأهم من بين الموارد الطبيعية نظراً لارتباطها الوثيقبحياة الخلق, ولكونها عنصراً لا بديل له في شتى نواحي الحياة الإنسانية: اقتصادية وصحيةواجتماعية فقد كان للفكر الاقتصادي الإسلامي نظرته المتميزة وقواعده الخاصة التي تدعو إلىتقدير هذا العنصر وإبراز دوره في الحياة ووضع الأسس اللازمة للانتفاع بهذا المورد واستغلالهأمثل استغلال.وللوقوف على السياسة المائية في الفكر الاقتصادي الإسلامي, فقد جاءت هذه الرسالة فيمقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة.أما التمهيد فعرضت فيه لمفهوم الفكر الاقتصادي الإسلامي والسياسة المائية, وتطرقت فيهلبيان أهمية المياه في الفكر الاقتصادي الإسلامي من خلال عرض الآيات الكريمة والأحاديثالنبوية التي تحدثت عن هذا المورد الهام. ثم بينت تعريف السياسة المائية وأهدافها وأدواتها.أما الفصل الأول, فتحدثت فيه عن التحليل الاقتصادي للمياه من خلال توضيح عرض المياهبقسميه الطبيعي والاقتصادي, وكذلك الطلب على المياه مبيناً محددات هذا الطلب وأنواعه,وبيان سوق المياه في الفكر الاقتصادي ونظرة الإسلام إليه.أما الفصل الثاني, فناقشت فيه السياسة المائية الإسلامية من خلال الوقوف على المشكلاتالتي تعترض هذه السياسة من تلوث وإسراف وشح في الموارد المائية العذبة, وعرضت كذلكلأهمية المياه الاقتصادية سواء في مجال الزراعة أو الخدمات أو التبادل التجاري أو السياحة معبيان نظرة الإسلام إلى بعض الأمور المتعلقة بذلك.أما الفصل الثالث, فبينت فيه سياسة ملكية المياه وتوزيعها وأقسام هذه الملكية وبعضالأحكام الخاصة بها, والقيود الواردة على ملكية المياه, مع بيان الحقوق المتعلقة بالمياه منشرب ومجرى ومسيل، وبينت كذلك أهمية استغلال ثروات البحار والأسس الإسلامية لهذاالاستغلال.16وفي الخاتمة التي جعلتها في قسمين: بينت في القسم الأول أهم النتائج التي توصلت إليها منخلال هذا البحث, والقسم الثاني ضمنته بعض التوصيات.