يشهد الوضع المعاصر صراعا على أساس ديني وان كان بصورته السياسية، فكل يرى نفسه على حق وغيره على باطل مسندة بذلك إلى فهمها للنص الديني ولذلك تهدف الدراسة إلى تأسيس رؤية قرآنية لمفهوم التعدد الديني لاسيما ما يتعلق بتعدد الاديان السماوية والتي يعبر عنها بالاديان التوحيدية، بدراسة دلالة الايات القرآنية المثبتة للتعدد الديني والاخرى النافية له، وبيان موقف القرآن الكريم من التعدد في ارسال الرسل وتنوع الشرائع الالهية والغاية منه من وجهة قرآنية بشكل موضوعي بعيدٍ عن الاسقاطات الفكرية المسبقة، ومدى انعكاس تلك النتائج المترتبة من ذلك البحث القرآني على الحوار الديني الذي يتطلبه الوضع المعاصر بين المسلمين واتباع الاديان الاخرى، مستدعية انماط العلاقة بين الاديان المتعددة مع الحفاظ على القيمة الذاتية للحقيقة الدينية والتي فقدت جوهرها بحسب بعض الاتجاهات التي درست التعددية من جهة، وبين انماط العلاقة بين "الانا والاخر" عبر تفاعلاتها التي يبينها النص القرآني من جهة أخرى.