يعد كتاب (قواعد الإعراب الكبرى) من الكتب المهمة لابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ) فهو لا يقل أهمية عن كل كتبه الأخرى ولاسيما كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، ولابد من الإشارة هنا إلى وجود تداخل في كتابين لابن هشام الانصاري وكلاهما في قواعد الإعراب، الأول الإعراب عن قواعد الإعراب وهو القواعد الكبرى، والآخر مختصر له سماه بالقواعد الصغرى، أما ما وجدناه من تعليقات وشروح وحواش ونظم على كتابه الأول عكست أهميته وقيمته العلمية، كما تجدر الإشارة هنا ومن خلال مراجعتنا لعدد من الشروحات المحققة وغير المحققة التي وصلت الينا وتيسر لنا الاطلاع عليها والموضوعة على قواعد الإعراب الكبرى أنَّ كتاب محب الدين محمد بن خليل البُصْروي (ت889هـ) هذا يعد أوسعها تعليقا وشرحًا وشواهد، فضلا عن سعة المصادر التي نقل منها المؤلف وكثرة الآراء التي انتفع منها في شرحه بحيث لا تخلو صفحة من صفحاته من إشارة إلى هذا العالم أو ذاك، فهذا الكم الهائل من المصادر والعلماء الذين نقل منهم أو نقل عنهم البصروي تعطينا انطباعًا عميقًا عن القيمة العلمية لهذا الكتاب بين كتب الشروح الأخر وأميزها، وقد أصرَّ المؤلف على تسمية كتابه بتعليق لطيف على قواعد الإعراب ؛ لأنه لم يعمد إلى شرح كل كلمة فيه بل كانت له تعليقات على جمله وعباراته وقد وتأكد لنا هذا العنوان وصح على وفق ما قدمناه في الدراسة.