لم تعد دراسة موضوع الحكومة العالمية تنحصر في إطار الفكر والفلسفة السياسية بوصفها فكرة وأملا للراود الفلاسفة ودعاة السلام العالمي، بعدما أدخل الموضوع ضمن المنهجيات الحديثة في دراسة العلاقات الدولية في الأكاديميات الغربية منذ نهاية الحرب الباردة في سياق البحث عن طبيعة وبنية النظام السياسي الدولي وحل المشكلات العالمية المتفاقمة. إن دراسة موضوع الحكومة العالمية تكتسب أهمية منهجية ونظرية متزايدة في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها بنية النظام السياسي الدولي والتغييرات الجذرية في مرتكزاته الأساسية والتي خلقت بنية نظام عالمي في طور التشكل، تحاول الدراسة البحث ضمن معطياتها عن إمكانية تحولها إلى بنية أو سلطة عالمية مركزية مع توافر فرص ودوافع متطورة تعزز من إمكانية إقامة هذه السلطة والتي يمكن أن تنبثق من تطور وإصلاح منظمة الأمم المتحدة تدريجيا كأحد الصور المحتملة لقيام الحكومة العالمية.