ينشد هذا الكتاب الغوص في فضاء الذاكرة، ويتوخى استبطان النصوص الغائبة داخله، عبر مجموعة من التقنيات والآليات التناصية التي تفيد أن تلقي النص الشعري المتنبئي -ضمن مجموعة من النصوص-من لدن الشاعر المغربي قد تحكمت فيه ثلاثة قوانين: 1 – قانون الاجترار: ويعني أن النص اللاحق تفاعل مع النص النموذج فقام بإعادة إنتاج مكوناته الفنية. 2 – قانون الامتصاص: وفيه يتمكن النص اللاحق في هذا المستوى من مسايرة النص السابق ومساواته في إخراج المعنى، إلا أن الإجادة والأحقية تبقى في تصور القدماء للمتقدم لأنه ابتدع والمتأخر أتبع. ونعني به انفتاح النص الشعري المغربي على مجموعة من النصوص الدينية والتاريخية والفلسفية واللغوية والشعرية التي أسهمت في تشكيل الذاكرة الشعرية، رامه بعض شعرائنا في اتجاه تشكيل رؤية فنية خاصة بهم، تحرص على تحقيق التواصل التناصي بين النصوص المتعالقة، احتل فيها النص المتنبئي، الحيز الأكبر في تشكيل هذه الذاكرة. 3 – قانون الحوار: وفيه ينفلت النص الشعري المغربي من قداسة النص النموذج رغبة في تغييره وتجاوزه حتى تكون عملية الحوار مع النص المركزي عملية تحويل يحكمها مبدأ التشابه والاختلاف في الشكل والمضمون أو في أحدهما.