كان المعبد بمثابة هدية أو قربان يقدمه الفرعون الحاكم إلى المعبودات، ولذلك نجد أن الفرعون دائمًا هو من يتقدم مناظر المناسبات الدينية أو المناظر التي تخص الدولة مثل مناظر الحروب والأعياد، كما أن معظم المناظر هي عبارة عن مناظر للكهنة وهم يقومون بواجباتهم داخل المعابد، وهذه المناظر هي التي حملت لنا الكثير من فك رموز الحضارة الفرعونية سواء في الفن أو الصناعة أو في الطقوس الدينية والعبادات أو حتى في الحياة اليومية، ولذلك فإن خصائص ومميزات الفن والتصوير المصري القديم هي نبع دائم من الإبهار لا ينضب، ومازالت الألوان ومناظر المقابر شاهدة على ذلك حتى الآن فهي تُبهر كل من يراها من المصريين والأجانب على حد سواء فهي تحتفظ بألوانها وكأنه قد تم رسمها وتلوينها بالأمس فقط، أو أن المعبودات أرادت الحفاظ على هذه المناظر والنقوش حتى تُبعث من جديد، والمناظر والنقوش المصرية القديمة لم تكن بهدف الرسم فقط، إنما هي مناظر غنية بالمعلومات فهي بمثابة سرد للحياة اليومية والدينية ومناظر الحرب ومناظر الرحلات التجارية في مصر الفرعونية، وعلاقة البشر والفرعون الحاكم بالمعبودات، وهناك تصوير لبعض مناظر العالم الآخر وتصوير الأساطير أو الفكر الديني للمعبودات والتي توضح تفكير المصري القديم في معبوداته. ومن ناحية أخرى فقد أثر المناخ الحار الجاف في مصر على استخدامات الألوان، فنجد أن الألوان كانت تجف وتتحجر حتى قبل دهانها على الحائط. وكان للألوان اهمية قصوى حيث كان يتدرب عليها الاطفال منذ الصغر، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب مبيننًا أهمية الألوان في مصر الفرعونية.