ليس الغرض عبارة عن إخراج النصّ المخطوط وفقا للتقنية الحديثة، بل حاولنا أن نثبت مكانة المؤلف العلمية، وذلك من خلال دراسة حياته ومسيره العلمي ومنتجاته العلمية، ومن خلال تدقيق النص المعني بالدراسة، وبالتالي سيشاهد القارء الكريم صورة متكاملة لشخصية المؤلف العلمية كما سيرى الأضواء الملقاة على النص الرئيسي لتقريب فهمه منه.وأصل المسألة حديث "إنما الأعمال بالنيات"، وهو حديث اتفق على عظم شأنه، وأنه أصل من أصول الإسلام وركن من أركان العلم، فكل من ذكر الأحاديث التي يدور حولها الإسلام ذكر حديث النية، وإن اختلفوا في الأحاديث الأخرى.وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم"، وقال البيهقي: " وهذا لأن كسب العبد إنما يكون بقلبه ولسانه وبنانه، والنية واحدة من ثلاثة أقسام اكتسابه، ثم لقسم النية ترجيح على القسمين الآخرين؛ فإن النية تكون عبادة بانفرادها، والقول العاري عن النية والعمل الخالي عن العقيدة لا يكونان عبادة بأنفسهما، ولذلك قيل: "نية المؤمن خير من عمله"؛ لأن القول والعمل يدخلهما الفساد والرياء، والنية لا يدخلها."