هذا الكتاب لا يمتلئ بالحقائق المتنوعة أيضًا، إذ لم يسبق لي أن قمت بجمع معلومات عشوائية وغير مترابطة للخروج بنتيجة قد تغير حياتي. لكن في هذه الأيام، يبدو أن العالم يمتلئ عن آخره بالمعلومات، فنحن غارقون في بحور من المعلومات؛ إذ تتضاعف المعرفة البشرية كل ثلاثة عشر شهرًا تقريبًا، لكن هذا الطوفان من المعلومات لا يزيد من قدر الوضوح في حياتنا. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أحيانًا أن الحقائق تصبح أشبه بستار دخاني يحول بيننا وبين الوضوح الذي نرجوه بالفعل. هل لاحظت أن البعض ما زالوا يجدون طريقة لقضاء كم هائل من الوقت في الجدال حول حقائق غير قابلة للجدال من الأساس؟ أعتقد أننا جميعًا نشعر بأننا أصبحنا متوترين وسريعي الانفعال بعض الشيء. هل أنت مستعد لتقبل كون كل هذا الضجيج مصدرًا كبيرًا للتشتت؟ لا أشير هنا إلى أننا نفضل أن نكون جهلاء، نحن أبعد ما نكون عن ذلك. يمكن للحقائق أن تكون مفيدة، لكنها نادرًا ما تكون معبرة. نحن لا نحتاج إلى المزيد من الحقائق للعثور على الغاية، واللطف، والإيثار الذين نتوق إليهم؛ بل نحتاج إلى قناعة راسخة، وقلة من الأصدقاء الرائعين، ورسائل تذكير يمكننا الوثوق بها حقًّا. آمل أن تساعدك هذه القصص على فهم قناعاتك وأسبابها. وأريد لهذا الكتاب أن يدفعك في اتجاه مستقبلك وألا يتركك أسيرًا لماضيك. وإنني أؤكد لك أننا سنجد غايتنا في كل مرة عندما نُظهر قدرًا أعلى من التركيز والصفاء الذهني. ابحث عن هدفك؛ وحينها ستشعر بمتعة كبيرة، إنها معادلة بسيطة للغاية.