هذا الكتاب هو مدخل إلى مجال علم النفس، وقد حاولت أن أجعل لغته بسيطة، وأن أقدم أمثلة يومية؛ آملًا أن تجده واقعيًّا وتتمكن من تطبيقه في حياتك اليومية. ودائمًا ما شعرت بأن تناول موضوع جديد يكون ممتعًا عندما تكون له أهمية حقيقية على أرض الواقع. وعلم النفس من المجالات الغنية بالمصطلحات المتخصصة؛ مصطلحات كثيرة للغاية حتى إنه بحاجة إلى قاموس خاص به؛ كقاموس علم النفس (كتب بنجوين المرجعية). وهذا الكتاب مناسب لكل الأشخاص المهتمين بما يفعله الناس، وما يفكرون فيه ويقولونه ويشعرون به، وكذلك يناسب من يرغب في معرفة معلومة مقدمة بطريقة واضحة يسهل فهمها. إن المعلومات الواردة في هذا المرجع لا تهدف إلى أن تكون بديلًا لتلقي مشورة أو علاج على يد خبير متخصص في العلاج النفسي أو الطبي، بل تهدف إلى مساعدتك على أن تتخذ خيارات مدروسة. وبما أن كل إنسان له سماته الفريدة، يجب أن يقوم الطبيب النفسي أو ممارس الرعاية الطبية بتشخيص الحالات ومتابعة علاج كل مشكلة صحية فردية. وإذا تعارضت المشورة التي تلقيتها من الطبيب النفسي أو ممارس الرعاية الطبية مع المعلومات الواردة في هذا المرجع، فعليك اتباع مشورة الطبيب؛ لأنها تستند إلى سماتك الفريدة. قد تبدو اللغة التقليدية التي يستخدمها الأطباء النفسيون معقدة بالنسبة لشخص لم يدرس أي شيء في علم النفس. وكما ذكرت سابقًا في هذه المقدمة، فإنني أحاول تجنب استخدام لغة متخصصة أو تقنية في هذا الكتاب، وبالإضافة إلى أنني أحب إلقاء النكات، فأنا أميل إلى تخفيف حدة الحياة، ولكن الناس في بعض الأحيان لا يفهمون مزحتي. فإذا حاولت إطلاق نكتة في الكتاب ولم تَرُقْ لك، فأرجو ألا تقسو عليَّ بشدة؛ فأنا طبيب نفسي في نهاية المطاف، ولا أعتقد أننا، نحن الأطباء النفسيين، معروفون بحس الفكاهة. كما أتمنى ألا تراني عديم الإحساس أو متعجرفًا؛ فأنا قطعًا لا أعني ذلك. في بعض الأحيان، قد يكون الحديث عن علم النفس جافًّا بعض الشيء؛ ما يجعلني أحاول تخفيف وطأته بتقديم نماذج وقصص من حياتي الشخصية، كما أنني لا أتحدث عن أي مريض سبق أن عالجته أو رأيته في عيادتي، وإذا بدا لك أن هناك أي تشابه، فهذا من قبيل المصادفة. وفي الواقع، أنا شديد الحرص على الحفاظ على خصوصية وسرية الأشخاص الذين أتعامل معهم.