ستطيع القول أن ( أرواحهم تصنع الغد ) انهُ كتاب ينتمي الى علم عميق لنفس وسيكولوجية الطفل واذا كان هذا العلم يُشكل حجر الأساس في تربية الاطفال فأن المعلومات التي يزودنا بها هذا الكتاب تعتبر من الأركان الأساسية لثقافة الإنسان الذي يٌريد ان يشارك في صنع الحياة ..كنت في يوم ما سألت طلابي في مادة علم النفس في سلوكية تمشيط شعر الطفل من وجهة نظر المربي .. السؤال يبدو كالسهل الممتنع ومثله هذا الكتاب الذي بين ايديكم فمواضيع الكتاب واقعية مُستقاة من الحياة اليومية المُتداولة .. لكن سرعان ما سيكتشف القاريء ان السطور تضم منظوراً شمولياً للحياة بأكملها بين دفتي الكتاب ..تأخذ الكاتبة أبسط وقائع حياة الطفل وخبراته البسيطة وتنسج من موضوعاتها معنى فلسفي لحياة الكبار ..إذ يبدأ النسج من الجذور والإنسان لايزال جنيناً في رحم الأم ويمتد في أركان حياته الجسدية والنفسية والروحية ليتصل الى تشكيل الكيان الإنساني الممتليء بالمعنى والمحبة والتواصل ..وليس أدل على هذه المهمة المزدوجة من عنوان الكتاب نفسه الذي يمكن ان يدل على الأطفال وعلى المربين في ذات الوقت .