من المعلوم، أن نزعة الحرية حالة متأصلة فطرياً للذات من جانب، ومكتسبة من جانب آخر، ولهذا تعتمل قضاياها في سائر الأحوال النفسية والانفعالية والذهنية والروحية والعملانية الإنتاجية. وتُشارك ظاهرتها جملة فعاليات ونشاطات بشرية، وعلى مختلف المستويات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتم عرض ممارسة ظاهرة العنف، نجدها تتكرر في مجالات عدة (الغزو، الفكر، الاقتصاد، الأدبية الأسطورية، نظام الحكم، الدين..إلخ) ومثلها في (الجنس، والعولمة، وصدام الطبقات، والحروب، والطائفية، وتناحر الفرق الدينية والمذهبية..إلخ). ومن الطبيعي، تجري معالجة أي قضية من جملة هذه القضايا الفاعلة في حياة الإنسان، حسب الحالة السائدة والمتداولة في كل مرحلة تاريخية اجتماعية أوبيئية أواقتصادية أوسياسية أودينية، يفرضها الواقع المعيش. وعند النظر في أهم شواغل الحرية، تبيّن أن أقنومين وهامين، كانا قد تصدرا النشاط الثقافي لدى سائر المجتمعات الآدمية عبر التاريخ، وهما، الدين والدولة والجنس العرقي، بذا، اقتضت ضرورات البحث، العمل على إقران موضوعة الحرية في مأسسة بِنية الدولة تأريخياً، وتأثير التعاليم الدينية والفلسفية والفنية في إشادة بناء الحضارات الآدمية.