إن العلاقات الروسية الصينية تعود الى فترة العشرينات من القرن المنصرم، وقد برزت بشكل واضح إبان الحرب العالمية الثانية 1939-1945م، نتيجة إنقسام الحزب الشيوعي الصيني ما بين الولاء الى الاتحاد السوفيتي سابقاً روسيا الاتحادية اليوم، وما بين تحقيق المصالح التي تتوافق مع مصالح الدولة الصينية، وقد برز دور الرئيس الصيني ماو تسي تونغ بترسيخ وتعزيز الإستقرار السياسي للصين والتقليل من هواجس الولاء للاتحاد السوفيتي.

لكن شهدت العلاقات الروسية الصينية بعد وفاة ستالين عام 1953م، حالة من التقارب بين البلدين من خلال التبادل الدبلوماسي، والاهتمام الروسي في الصين باعتبار الحزب الشيوعي الصيني يشكل ثاني أكبر الأحزاب الشيوعية بعد الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة الى المكانة الاقتصادية التي شكلتها الصين بعد الحرب العالمية الثانية ومشاركتها في طرح حلول للازمات الدولية وخاصة الأزمة الكورية عام 1954م، وحضورها مؤتمر باندونج 1955م، لدول آسيا وشرق أوروبا.

إنَّ العلاقات الروسية الصينية واحدة من أهم العلاقات على مستوى النظام الدولي، وذلك نظراً لما تمثله كلتا الدولتين من أهمية كبرى، فكلتاهما عضو في النادي النووي الدولي، وهما أيضا من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ولهما حق الفيتو، وهما الأقدر على منازعة الولايات المتحدة على قمة النظام الدولي.