لقد شهدت البيئة الدولية تطورات عميقة في مطلع تسعينيات القرن الماضي، أدت إلى تغيير في مُكونات وإطراف النظام الدولي، بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي، ودول المُعسكر الإشتراكي، مما نتج عن ذلك ظهور ما سمي "بالنظام العالمي الجديد" على المُستوى الواقعي، بتبوء الولايات المُتحدة الأمريكية منزلة القوة السياسية والقوة العسكرية والقوة الاقتصادية المُسيطرة على مسارات النظام العالمي الجديد، وهو ما ذهب في تجاه إعادة صياغة العلاقات الدولية بشكل جوهري، وبُروز مركز ونفوذ الولايات المُتحدة الأمريكية، كقوة عُظمى إستراتيجية وحيدة في العالم، وإعادة صياغة النظام الدولي بما يتوافق ومصالح وإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ظهر في إطار هذه الدِّراسة من مدى تأثير هيكل النظام على سلوك الوحدات الدولية، في قدرة أحداها في السيطرة على توجهات الفاعلين الآخرين سواء بإستخدام القوة أو بالتهديد بإستخدامها معاً، بما ينعكس بآثاره على الأمن القومي لمطقة المشرق العربي سلباً في ظل الصراعات المُختلف على أرض الواقع.

ولقد ساهمت حرب الخليج الثالثة، ونهاية الحرب بإحتلال العراق، مما أتاحت الفرصة للولايات المُتحدة الامريكية لفرض هيمنتها على الجميع، ومُمارسة الإبتزاز السياسي والسيطرة على النفط، لما لهما من أهمية كبيرة في الفكر الإستراتيجي الأمريكي.