من المبكر جداً الحكم على نجاح ثورة التغيير في مصر والدول العربية الاخرى، فهذه الثورات لم تكتمل ولم يلتمس المواطن أثارها في التغيير، ومازالت تداعياتها على المجتمعات التي حدثت فيها مستمرة، ولم تؤتي الثورة في البلدان العربية عموماً ثمارها بعد سنين من قيامها، بل ادت الى مزيداٍ من التدهور في اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ويبقى العنصر الحاسم في تأثير ثورات التغيير على واقع المجتمعات العربية ليس مدى نجاح الثورة في القضاء على النظم التسلطية فحسب، بل وبناء نظام سياسي يعتمد على المشاركة السياسية للإنسان وضمان حقوقه واحترام خصوصيات الجميع، ومساواتهم في الاندماج الاقتصادي، وتخليص المجتمعات من الصراعات الاجتماعية الممتدة التي تزيد من حجم الاختراق الخارجي من الدول الاقليمية والقوى الدولية الكبرى.