أصبحت العملية التعلمية في وقتنا الراهن لا تعتمد اعتمادا كليا علي المدرسة وحدها بل تطورت وانتشرت لتشمل إلى جانب المدرسة، الأسرة والمجتمع كله بشتي فئاته. فالمشاركة المجتمعية هي تضافر جهود المجتمع المحلي والمدرسة معاً لمواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق أهداف المنظومة التعلمية.

ويشـكل تطويـر ثقافـة التعـاون والعمـل التطوعـي فـي المـدارس أحـد الأولويـات الهامـة التـي مـن الممكـن تحقيقهـا؛ بتوفيـر الفـرص التطوعيـة لأفـراد المجتمـع المحلـي. ويمكـن أيضـا إطـلاق مبـادرات أخـرى لبنـاء علاقـات أقـوى بيـن الأسـر والمـدارس، كعقـد الاجتماعـات مـع أوليـاء الأمـور، وتنظيـم الأيـام المفتوحـة للآبـاء والأمهـات. وإضافـة إلـى ذلـك، يمكـن الترويـج لحمـلات من خلال وسـائط الإعلام ومراكـز الإعلام الحكوميـة لزيـادة وعـي أوليـاء الأمـور والمجتمـع المحلـي حـول أهميـة لجـان أوليـاء الأمـور والمعلميـم في رفع سوية التعليم بشكل عام.

ومسألة الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لا سيما في العصر الحاضر، وذلك على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية،حيث تحاول كل منها إيجاد صبغة من عند أنفسها، من ذلك رفعها لشعارات الحريـة والمسـاواة ؛ ودعواها إلى نبذ الأسرة التقليدية وتطوير بنائها، أو دعوى تحرير الأسرة المعاصرة من القيود وتعويضها بعلاقات شاذة محرمة.

للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ .