Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
بين زمن الغوص وبداية عصر النفط حياة كاملة تكتب عنها عَبرة المزروعي في روايتها "شر بلا نهاية" وتختار حقبة السبعينيات من القرن المنصرم لرواية التاريخ الاجتماعي المنفرد لكل من أهل البحر (الصيادون) وأهل البر (البدو) وما بينهما فئة لا تنتمي لا إلى أهل الشمال ولا إلى أهل الجنوب؛ لتطرح من خلال هذا التنوع السكاني سؤال الهوية والانتماء وماذا يعني لكل فئة؟ تعكس الرواية الظروف السوسيو–تاريخية في منطقة (طريف) غربي أبو ظبي في تحولاتها البطيئة، وفي خصوصيتها الأنثروبولوجية، التي رافقت اكتشاف أول حقل نفطي تحولت فيه هذه المنطقة القاحلة إلى مدينة تعتبر حديثة في ذلك الزمن. ولكن الحداثة هنا لم تلغِ المعتقدات والموروثات القديمة في أسلوب الحياة؛ فالمشاكل بين الناس، والشفاء من المرض بقراءة آيات مباركة على المريض، وغيرها من أمور شائكة يُحتكم فيها إلى الشيخ، وهذه الموضعة للحكايات والربط فيما بينها تتم مقاربتها عبر شبكة من الأحداث الروائية الصاخبة؛ كصخب البحر الذي تقع على تخومه سكنى وأعمال شخصيات الرواية، حيث تعمد الروائية لتوظيف أحوال البحر ومخاطره وأنماط عيشه في تجارب حياتية لافتة تطرح من خلالها ثيمة الصراع بين الخير والشر، ولكن في إطار رؤية نقدية تُبرز الأسباب التي عليها أحوال الناس. فالشخصيات التي تمثّل (الشر) في الرواية هي ضحية أيضاً تحمل إرثاً ماضويّاً ثقيلاً من مرحلة الطفولة وتتجسد في شخصية "أبو عيسى" الذي يملك المال والرجال. أما الشخصيات التي تمثّل (الخير) فقد تلقَّت تربية صالحة وتتجسد في شخصيات "عامر"، و"يوسف" و"بدر" وغيرهم من شباب القرية الذين اجتمعوا على حلّ أسرار ضحايا "أبو عيسى"، وتقصّي أسباب موتهم واختفائهم وإنقاذ بعضهم في مغامرة لا مثيل لها من حيث التحديات والمواقف الصعبة لإدانة المجرم ورجاله. إلّا أن بقاء مصير واحد من الأشرار مجهولاً والنهاية مفتوحة للسؤال "أيهما بقي على قيد الحياة"، يشي للقارئ بأن الشر لا ينتهي وإذا تم القضاء على مجرم لا يعني أن الشر سينتهي من هذا العالم فـالـ "شر بلا نهاية".