ثمرة اللذة على شجرة الغواية هي ذلك النبات الفاتن على سوقه ، يأسر الأرواح بعطره المنبعث من أزهاره الرقيقة ، الناعمة ، يغوينا لزراعته ؛ لنزين به بيوتنا ويملأ نفوسنا بجماله وروعته وسحره ، بل يتصارع البعض ليصنع منه أفخم أنواع العطور ، فيكون هو السبيل في جمع الثروات ، مقابل تلك اللذة والمتعة ومشاعر السعادة التي لا تلبث طويلاً في نفس الإنسان ، وإنما بمقدار ما يعلق من العطر على ثيابٍ أو فروٍ يزين عنق الفاتنات من النساء ، وتظل حقيقة ذلك النبات الخفية في حيلته الماكرة بما يحمله من سُمٍ قاتلٍ بين سيقانه ، فيغريك بمظهره الساحر ، ويخدعك بجوهره القاتل ، فتصغى إليه أفئدة الغاوين ، فَتُعِيرُه كل مشاعرك وإحساسك ، وتُسلِمُ بين يديه كل جوارحك كي لا تفارقك لذته ، ولا تذهب عن أحضانك متعة قُبلَته ، فتكون قُبلَةُ إبليس هي قمة ما تجنيه من ثمار اللذة على شجرة الغواية ، في صراع الحياة بين المتعة والحرمان ٠