إن أحداث التاريخ العظيمة ينظر لها دوما من زاوية واحدة ، لكن الواقع يقول إن الحدث العظيم الواحد يحوي بداخله أحداثا صغيرة لا تحصى ، و في هذه الرواية سنشهد كيف يمكن للتاريخ أن يخفي في طياته آمالا و آلاما لا يعرفها الكثيرون. في عهد الخليفة الثاني(عمر بن الخطاب) ظهرت قوة المسلمين واضحة جلية، فتية، لم تصمد جيوش فارس أمامها كثيرا، وكذلك الحال بالنسبة إلى الروم أيضا، فقد كان التجار دوما يحملون أنباء جديدة أن الفرس يوالون التقهقر أمام العرب الفاتحين، وأن (عمر) قد تسلم مفاتيح (أورشليم) من بطريركها مع انسحاب جنود (بيزنطة) منها، إذن فالدور قادم على (مصر). كانت هذه الأفكار تدور في رأس كل مصري، وقبلهم كانت تعصف برؤوس حكامها، لكنها كانت بشرى لقوم، شؤما لآخرين. كان كبر السن قد بدأ يظهر على (جاليوس) وزوجته، ولكنه كان أكثر وضوحا على (شمعون)، في حين أن أبناء (جاليوس) قدأصبحوا الآن شبابا يافعين.