في لقاءات الشباب قد يطلب الموجِّه من الحاضرين أن يُعرِّفوا ذواتهم في عبارةٍ أو اثنتين. يمسك كل شابٍّ بقلمه، ويحاول أن يُلخِّص شخصيته كما يراها في المرآة، قد يتجمل قليلًا أو يُبالِغ في تقدير مواهبه، أو يكون متشائمًا، ويرى في نفسه كل قُصورٍ وضعفٍ. هذا ما رآه الراوي مراتٍ ومراتٍ، وأدرك كيف يفكر المرءُ في صورته الذاتية.

إنها الذات العميقة، وما أدراك بها! تستقر في باطن الإنسان، وتحيط نفسها بحوائط أسمنتية سميكة، لا يستطيع الآخرون اختراقها، وقد يعجز المرء نفسه عن سبر أغوارها، وفي أحيانٍ أخرى تكون طافيةً على سطح حياته، يقرؤها كل عابرٍ يلتقيه. هكذا يختلف البشر، وفي اختلافِهم متعةٌ وقسوةٌ.