إن الفكر اللغوي العربي القديم نحواً وبلاغة تضمن منذ نشأته نظاماً وصفياً وتفسيرياً للغة العربية كأية لغة طبيعية ببناها التركيبية والصرفية والصوتية والدلالية والتداولية , ولا يتأتى صرح شامخ كهذا دون أن تطوى خلفه نظريات وتصورات ومفاهيم لغوية تضمن التماسك المنهجي والانسجام والتجانس في وصف الظواهر اللغوية وتفسيرها بعدد محدود من القواعد الناظمة ، لقد عنى فقه اللغة بالبحث فى أصول الفكر اللغوى غير أن اللسانيات الحديثة بما توفر فيها من حصيلة معارف متعددة وعدة منهجية منفتحة على العلوم الحقة والإنسانية أصبحت تتيح إمكانات للبحث فى الفكر اللغوى العربى القديم عن النظريات والمفاهيم المؤسسة .