التاريخ زمان ومكان وإنسان، والزمان قد مضى والإنسان قد قضى، أما المكان حمص فقد بقي، وإذا كان التاريخ خبراً ورؤيا فالرؤيا أفضل. كانت بلاد الشام عند الفتح الإسلامي مقسمة إلى أربع وحدات إدارية كبرى هي جند دمشق، وجند حمص، وجند الأردن، وجند فلسطين، وكان كل جند منها يشمل عدداً من الوحدات الإدارية الأصغر، ويمتد كل منها من الساحل على البحر المتوسط غرباً ثم يتجه شرقاً حتى حدود الصحراء، وجند حمص هو الأكبر مساحة بين تلك الأجناد، فقد كان يمتد من حمص حتى أقصى شمال سورية.