عندما عاد هوارد شولتز لقياده سلسله مقاهي ستاربكس في عام 2008 بعد انقطاع دام ثمانيه اعوام بكى لكنه لم يبك بمفرده مختبئا في حجيره داخل دوره المياه او منغلقا على نفسه بمكتبه الواقع في زاويه المبنى بل بكى امام جميع الموظفينتراجعت ارقام المبيعات اليوميه بفارق الضعف اسهم المديران التنفيذيان اللذان سبقا شولتز في نمو الشركه بسرعه فائقه لكن عندما ضرب الركود الاقتصادي العالم في عام 2007 بدات اسس هذه الامبراطوريه المشيده على عجاله التزعزعوقبيل عودته امضى شولتز ليالي في الفراش يحدق في سقف الغرفه قلقا بشان ما سيقوله في اول يوم يعود فيه مديرا تنفيذيا وقد اراد بشده ان يطمئن عشرات الالاف من العاملين بان سبل رزقهم لن تنقطع لكن رفع المعنويات فحسب لم يكن تحركا استراتيجيا من جانب شولتز فقد شعر بالمسئوليه الشخصيه عن تحقيق مصالح العاملين في سلسله مقاهي ستاربكس عرف شولتز الذي ولد فقيرا وعايش معاناه والديه في تلبيه الاحتياجات مدى اعتماد العاملين على وظائفهموعندما صعد شولتز المنصه ادرك ان العاملين بحاجه لرؤيه هشاشه ذلك الشخص الذي وثقوا فيه لحل مشكلاتهم كانت الحقيقه انه اندهش من الدرب الذي سلكته الشركه بعد رحيله عنها واستحق العاملون معرفه ذلك فاختار شولتز رفع القناع الذي ينزعه قله من الموظفين ناهيك عن المديرين التنفيذيين امام زملائهم في العمل ولم يبال بالرسميات وترك دموعه تنحدر على خديهقد يبدو البكاء مخادعا او مدروسا احيانا لكن شولتز كان يملك الذكاء العاطفي لربط لحظه الهشاشه هذه برساله طمانه اوضح حينها خطه التعافي ورحب بتعليقات العاملين وملاحظاتهم وفي ذلك الشهر تلقى شولتز سيلا من رسائل البريد الالكتروني المعبره عن التشجيع والتي تجاوز عددها 5 الاف وبحلول عام 2010 تغيرت الاوضاع ارتفع سعر سهم شركه ستاربكس اكثر من السابقمعظمنا يستخف بحجم ونطاق الاحتياجات العاطفيه التي نظهرها في مكان العمل وخارج حدود العلاقه بين الرئيس والمرءوس تؤثر الاليات العاطفيه على تحفيزنا وصحتنا وتواصلنا واتخاذنا القرارات واشياء اخرى لكن معظمنا يتجاهل تلك العواطف لماذا نقفز فورا الى فكره انه ينبغي علينا كبت كل احساس نشعر به حين نفكر في الكفاءه المهنيههذا الكتاب الفته صديقتان اضطرتا الى ان تتعلما بطريقه مؤلمه بعض الشيء اهميه الاعتراف بالمشاعر في العمل عندما مارسنا نحن الاثنتين وظائفنا الاولى ظننا ان الموظفين المحترفين لا يفشلون ولا يعترضون ولا يشعرون قطعا لكننا سرعان ما ادركنا ان هذه الرؤيه غير واقعيه وتعوق احساسنا بالاشباع والنجاح في نهايه المطاف