Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
توجد لحظتان حاسمتان في أصول الحداثة: تتمثّل اللحظة الأولى في ميلاد نظام الدول ذات السيادة، وتتمثّل الثانية في تأكيد «المهمّة الحضارية» لأوروبا. ويمكن تعرُّفُ وجهاتِ النظر هذه بسهولة في أعمال آباء القانون الدولي الحديث. فقد حوفظ على مبدأ سيادة الدول والمهمّة الحضارية لأوروبا، وإن كان ذلك بأشكال مختلفة، ليس على أساس القانون الطبيعي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين فقط، بل أيضاً في عصر الفلسفة الوضعية في القرن التاسع عشر، وفي «الحقبة البراجماتية» من القرن العشرين. فما الشكل الذي اتخذته الآن المهمّة الحضارية في عصر ما بعد الاستعمار؟ وهل من الممكن إيجاد قانون دولي قادر فعلياً على تعزيز العدالة دون أن يكون أداة لمشروعات «إمبريالية»؟ وهل يمكن أن يكون هناك قانون دولي عالمي حقاً على أساس المبادئ التي تُستقى من تعدّدية الحضارات والنظم القانونية؟ وأخيراً هل تشكل محاولةُ توسيع الحكم الرشيد (حقوق الإنسان والديمقراطية) لتشمل بلدان العالم الثالث التحوّلَ المعاصر لمهمّة الحضارة الغربية؟