"الكتابة عن الصحابة أمر مرهق للغاية..وممتع للغاية أيضًا..فمن الصعب أن تكتب عن أناس أنت تعلم أنهم مثلك تمامًا، يتحدثون كما تتحدث.. يتنفسون كما تتنفس.. يتألمون كما تتألم.. ثم تفاجأ بهذا الكم الرهيب من المواقف والأحداث التي تجبرك على الوقوف عندها إجلالًا واحترامًا وتأملًا..المدهش أكثر أن هذا الفكر الراقي والنضوج العقلي يحدث في سن صغير - غالبًا في العشرينات- بصورة من الصعب جدًّا أن يصل إليها شبابنا في عصر عرف بأنه عصر العلم والتكنولوجيا وتوافر المعلومات ونقل الخبرات. السن صغير والمستوى الاجتماعي مختلف لكنهم اجتمعوا على اتخاذ قرارات في منتهى الصعوبة، تحتاج إلى تفكير طويل وعميق وجرأة شديدة وتحمل رهيب للمسئولية..قرار اعتناق الإسلام وقرار الهجرة، قراران في منتهى الخطورة والصعوبة إذا ما حاول شبابنا الآن اتخاذهما.فقرار اعتناق دين جديد وهوالإسلام.. يشبه إلى حد كبير قرار الالتزام بالإسلام هذه الأيام، وهو قرار يعني للشاب أنه سوف يقوم بعمل مسح شامل لكل أفكاره القديمة طوال عشرين سنة مضت من عمره - أوأقل أوأكثر- وتعديلها حسبما يتفق مع تعاليم الإسلام، ثم يقوم بعد ذلك بعملية توفيق محكمة بين ما تم تعديله من أفكار وبين المجتمع.وقرار الهجرة يصعب على شاب يفكر في الهجرة لبلد عربي أوأجنبي بغرض العمل وكسب العيش، فما بالك بصعوبة الموقف وهو يهاجر من أجل نصرة دين والدفاع عن عقيدة ؟!أما الصمود والتحدي، فهو خط واضح يسير مع كل الأحداث بوضوح دون أن تذبذب أبدًا في أي مرحلة."