فكر أي أمة هو مرآتها وما يقوله فلاسفتها، والناظر فى نتاج مفكري أمتنا يجد أنه ومنذ أكثر من مائتي عام يراوح مكانه ؛ حيث يدور فى أغلبه حول قضية واحدة هي قضية الأصالة والمعاصرة، التراث والتجديد، ويدور الحوار بين المتحاورين فيها حول تساؤل رئيس هو : من أين نبدأ ؟! والطريف أن نجد أن الأشخاص تختلف والتاريخ يتقدم ونحن كما نحن! والحقيقة أن هذه اشكالية زائفة وما يدور حولها من حوار إنما هو ضياع للوقت ودوران فى حلقة مفرغة. ماأسباب ذلك الجمود؟! إن أسبابه فيما يرى مفكرنا د. مصطفى النشار تتلخص أولا تلك الأوهام الأربعة التى تمكنت من عقولنا وأعاقتنا عن التفكير الحروالتنمية المستقلة، وثانيا أن كل ماقدمه المفكرون العرب من رؤى نهضوية لم تجد من يتفاعل معها ! واذا تساءلنا: وماذا نحن فاعلون ؟! لجاءتنا الاجابة عبر فصول هذا الكتاب، وبعد أكثر من قرنين من الزمان تخبرنا أن نتخلص من هذه الأوهام التى كشف عنها مفكرنا من جانب، وأن نتفاعل مع هذه الرؤى التجديدية التي تنشد التحديث والتقدم لنحولها من مجرد أفكار قال بها هؤلاء الرواد وأمثالهم إلى عقائد نتمثلها وخطط عمل نسعى بها إلى تحويل الأفكار إلى وقائع تغير من واقعنا بكل مافيه من عناصر التخلف والتقليد والتبعية إلى واقع جديد نطلق فيه قوانا العقلية الابداعية متسلحين فيه بكل عناصر ثقافة الاجتهاد والتقدم.